قوات النظام وميليشياتها أعدَّت لاحتلال بلدة سلمى منذ 90 يوماً

سلمى

العميد أحمد رحَّال لـ»زيتون»: النظام سعى لهدفٍ استرتيجي قبل المفاوضات
البلدة الأولى التي خرجت عن طاعة النظام في ريف اللاذقية الشمالي، وانطلقت منها صيحات الحرية وعمليات الثوار العسكرية التي أفضت خلال الأعوام الثلاثة الأولى من عمر الثورة السورية إلى سيطرة الثوار على عدة مناطق في جبلي الأكراد والتركمان، البلدة التي لقبت ببلد المليون برميل أضحت بيد ميليشيا وقوات النظام…….
انسحب الثوار من بلدة سلمى في ريف اللاذقية، عقب توغل قوات الأسد وميليشياتها الطائفية مدعومةً بسلاح الجو الروسي الذي شن أكثر من 120 غارة جوية خلال يومي الثلاثاء والإربعاء الماضيين على البلدة، التي تُعتبر معقل الفصائل الثورية المقاتلة كحركة أحرار الشام والفرقة الساحلية وغيرها.
وقدمت قوات المعارضة عشرات الشهداء والجرحى في سبيل الحفاظ على التلال وسلمى، وصمدت لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر.
وأكد العميد الركن والمحلل العسكري والاستراتيجي أحمد رحال لـ زيتون : أن العملية الجوية الشرسة التي قام بها الطيران الروسي وميليشيا حزب الله وكذلك الميليشيات الإيرانية، التي زودتها روسيا بأسلحتها الثقيلة وقاذفاتها الإستراتيجية وصواريخها الباليستية والتي غيَّرت موازين القوى على الأرض، جاءت لتحقيق هدفٍ استراتيجي مدعوماً بموقفٍ عسكري يؤمن للنظام الوصول إلى طاولة المفاوضات المقبلة والتي من المقرر عقدها في 25 من الشهر الجاري.
وأوضح رحّال أنه بعد فشل معارك قوات النظام وميليشياتها في سهل الغاب وريف حماه الشمالي، وخاصةً بعد أن حرر الثوار مدينة مورك وكذلك بلدة كفرنبودة خلال الفترة الماضية، وصلت قناعة لروسيا من استحالة استعادة كل المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، ما دفعها وغرفة عملياتها في قاعدة “حميميم” الجوية إلى تغيير إستراتيجيتها العسكرية.
ولفت العميد الركن إلى أن روسيا والنظام قررا السيطرة على مواقع ذات رمزية ثورية مثل بلدة سلمى في جبل الأكراد, وبلدة ربيعة في جبل التركمان, وبالتالي توجيه ضربة معنوية وعسكرية من خلال تمهيد الطريق لاستعادة الطريق السريع بين اللاذقية وحلب.
وأضاف أيضاً أن السيطرة على جبلي الأكراد والتركمان يحقق هدفاً روسياً وهو حماية قواتها المتواجدة في الساحل السوري بعد أخلاء تلك المناطق من خطر رمايات صواريخ الغراد.
وأشار رحال إلى أن قوات النظام وميليشياتها سعت منذ أكثر من (90) يوماً, لاحتلال بلدة سلمى كما عملت بتكتيكٍ ممنهج يقوم على السيطرة على التلال والقمم التي مهدت الطريق للسيطرة على البلدة، بعد أن كشفت قوات النظام الخطوط الدفاعية عقب سيطرتها على جبل النوبة ومناطق أخرى قريبة من البلدة.
وعن أسباب خسارة البلدة من قبل الثوار أكد رحال أنه نتيجةً لغياب القيادة العسكرية التي تمتلك الخبرة والمهنية في العمل إلى جانب خطط التعبئة والإمداد, كان له أثراً بارزاً في طريقة إدارة المعركة وما نتج عنها, فضلاً عن غياب التعاون مع الخطوط الدفاعية.
وأسقط العميد أحمد رحَّال الخطة الروسية الهادفة، إلى خلط الأوراق على تشكيل موقف عسكري مغاير على ساحات الميادين تكون فيه الغلبة للنظام, ليفرض شروطه عى الطاولة تطبيقاً لمبدأ سياسة الأمر الواقع, وصمت المجتمع الدولي والعواصم الغربية الكبرى.
ضباط روس يديرون عمليات النظام في ريف اللاذقية عموماً…
بث ناشطون مقطعاً مصوراً يبلغ دقيقة و14 ثانية، يظهر ضابطاً روسياً يقود العمليات العسكرية على الأرض ضد كتائب المعارضة السورية في ريف اللاذقية، دون تحديد مكان المقطع ووقت تصويره.
وكشفت عدسات مواطنيين صحفيين موالين لنظام الأسد، عن إشراف جنرالات روسية على سير المعارك في جبال الساحل،إضافة للتغطية الجوية المكثفة، فضلاً عن رمزية تسليم البلاد للروس من خلال قيام جنرال روسي بتكريم القائد الميداني البارز في قوات النظام “سهيل الحسن” والملقب بالنمر، وقيام الأخير بتأدية التحية العسكرية للروسي.
على الطريق نحو الدولة العلوية …
شهد جبلي الأكراد والتركمان في محافظة اللاذقية حركة نزوح كبيرة باتجاه القرى القريبة من الحدود مع تركيا، في الفترة الأخيرة، جراء احتدام المعارك.
وفي هذا الصدد أكد مصادر محلية لـ زيتون : إن قوات النظام وميليشياتها تستهدف إحداث تغييرٍ ديموغرافي في المنطقة، عقب تهجيرها أهالي قرى جبلي الأكراد والتركمان.
وأشار تقرير صادر عن إحدى المنظمات الحقوقية الدولية، بالتعاون مع مؤسسات المعارضة السورية، إلى أن القصف الجوي والبري المتواصل منذ شهرين أفرغ 55 قرية في ريف اللاذقية من سكانها.
ووثق تقرير آخر صدر عن شبكة إعلام الساحل العاملة بريف اللاذقية، نزوح نحو 95% من سكان جبلي الأكراد والتركمان عن قراهم إلى المخيمات، مشيرا إلى أنه لم يبق فيهما سوى مقاتلي المعارضة الذين يحاربون النظام.
وفي خضمِّ هذه التطورات قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يوم الثلاثاء الماضي، إن روسيا تعد الساحة لخلق دويلة سورية حول محافظة اللاذقية، مشيراً إلى تنفيذها هجماتٍ تستهدف السكان التركمان هناك، على حد قوله.
ارتفاع عدد الجرحى في ريف اللاذقية بنسبة 4 أضعاف بعد التدخل الروسي …
دمرت قوات الأسد وميليشياتها خلال المعارك الأخيرة في ريف اللاذقية، عددًا من النقاط الطبية في المنطقة، كما دعت إلى إخلاء مشافٍ ومراكز طبية بعد خروجها عن الخدمة إثر استهدافها بشكل مباشر.
هذا وأُغلقت مديرية الصحة في الساحل نقطة “الدكتورة الشهيدة نوال شاكر”، إثر سيطرة قوات الأسد على برج القصب وجبل النوبة، كما أغلق مشفى جبل التركمان الميداني.
وأكدت مصادر مطلعة أن عدد الجرحى ارتفع بنسبة 4 أضعاف بعد التدخل الروسي، فيما خرجت 60% من المشافي الميدانية والنقاط الطبية عن الخدمة جراء القصف.
ظروف قاسية في مخيمات الجبال بريف اللاذقية
ازدادت معاناة النازحين في المخيمات الحدودية مع تركيا في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف اللاذقية جراء البرد والصقيع إضافةً إلى صعوبة تأمين وسائل التدفئة.
وتضاعفت أعداد النازحين في المناطق الحدودية التي باتت تضم ألاف العائلات النازحة أغلبهم من قرى جبلي الأكراد والتركمان، وذلك نتيجة التصعيد العسكري.
وتقيم مئات العائلات مع أطفالها في مخيمات بدائية على سفوح الجبال، حيث تسببت وعورة الطريق المؤدية إلى العديد من المخيمات، بقلة المساعدات الغذائية والأغطية والخيام، التي تقدمها المنظمات الأممية المعنية بحقوق الإنسان.