فصائل الثوار في ريف حلب الشمالي تستوعب «جيش الثوار» لمحاربة تنظيم الدولة

12510444_450881251769627_9019171802893066199_n

«القدس العربي» منهل باريش

إزداد الوضع العسكري تعقيداً في حلب، ويتحمل الثوار عبئاً كبيرا على جبهات عديدة، فبعد صدهم محاولات تقدم الميليشيات العراقية في جنوب ريف حلب الجنوبي، تقدم النظام في منطقة خان طومان، محاولاً الوصول إلى حي الراشدين الذي تسيطر عليه فصائل الثوار. وتكمن أهمية حي الراشدين في أنه الخاصرة الضعيفة للنظام من جهة الجنوب بالنسبة للأكاديمية العسكرية إحد أهم معاقل النظام في مدينة حلب، كما يشرف الحي على خان العسل التي تعتبر بوابة الريف الحلبي الغربي.
في الريف الشمالي لحلب، تتجه فصائل الثوار إلى محاولة لملمة نفسها وايقاف الاشتباك مع «جيش الثوار» الذي يتمركز في المنطقة الواقعة بين اعزاز ومنطقة عفرين. وكانت اشتباكات بين «غرفة عمليات مارع» و»جيش الثوار» قد وقعت قبل شهرين، سيطرت خلالها فصائل الغرفة على عدة قرى يتمركز فيها جيش الثوار المنضوي تحت قيادة قوات سوريا الديمقراطية. خلال ذلك عمدت «جبهة النصرة» إلى ذبح اثنين من الأسرى الذين أسرتهم في المعارك.
وصرح قائد جيش الثوار في منطقة اعزاز، أبو علي برد، لـ«القدس العربي» أن «عدداً كبيراً من الفصائل الثورية في اعزاز، وتل رفعت، ومارع، ودير جمال، تنوي تشكيل غرفة عمليات الريف الشمالي، بمشاركة جيش الثوار». وأضاف برد أن «تفاهماً مبدئياً تم بيننا وبين عدد من فصائل الثوار التي تحارب داعش».
وعن الاشتباكات المتكررة بين فصيله وغرفة عمليات مارع، وتنازع مناطق السيطرة حيث استعاد جيش الثوار المناطق التي طرد منها سابقاً في كشتعار والمالكية ومريمين والشواغرة، قال برد: «لقد عدنا إلى مواقعنا التي هاجمتنا فيها جبهة النصرة، ولا نفكر بالتقدم إلى أي مكان، نـريد طريــقــــاً لقتــال داعش مع باقي الفصائل الثورية، وبرضاها».
وأشارت مصادر لـ«القدس العربي» إلى أن اتفاق صلح سيتم في الأيام القريبة جداً، وينص على السماح لجيش الثوار بالتمركز في جبهات القتال ضد تنظيم الدولة في ريف حلب الشمالي، واطلاق سراح الأسرى بين الطرفين، وتشكيل لجنة قضائية مستقلة للبت في الأمور العالقة، ووقف اطلاق النار بين جيش الثوار وغرفة عمليات مارع.
وأكد قائد القطاع الشمالي في الفرقة الشمالية، المقدم عبد المنعم نعسان، هذا «الاتفاق الأولي»، وقال في حديث لـ«القدس العربي» إن «مفاوضات شاقة تجري بين ممثلين عن مجلس شورى حلب، يتقدمهم الشيخ عبد القادر فلاس والعقيد ابو احمد عمليات وابويحيى قرندل مندوب العلاقات العامة بالجبهة الشامية». وأضاف نعسان أن الإتفاق ينص على «تأمين ممر آمن لجيش الثوار حتى يدخلوا لقتال داعش».
وعن تطور هذه العمليات، قال المقدم نعسان: «يحاول داعش التسلل ليلاً، بشكل دائم من كامل خط الجبهة بين تل جبين واحرص من جهة، ومن حربل وتل قراح من جهة أخرى».
وتشكو فصائل الثوار على جبهة القتال مع تنظيم الدولة من استمرار قصف الطيران الروسي لفصائل الجيش الحر. وأشار المقدم نعسان إلى أن الطيران الروسي «يستهدف مقاتلينا على طول الجبهة مع داعش، ويستهدف القوافل التجارية على الطريق بين معبر باب السلامة وحلب بشكل دائم، فهو يحاول ضرب العمق الحيوي للفصائل لإشغالها عن قتال داعش».
عملية ادخال «جيش الثوار» في جبهات القتال مع تنظيم الدولة، تأتي بعد اخفاق فصائل الجيش الحر في احراز نصر كبير في الجبهة مع التنظيم، خصوصاً بعد تأزم الوضع بين روسيا وتركيا على خلفية اسقاط القاذفة الروسية. وقد أسفر التأزم عن منع المقاتلات التركية من قصف التنظيم في شمال حلب، مما أخر تقدم الثوار دون تمهيد جوي.
وتعتقد الفصائل التي تقاتل تنظيم الدولة أن اشراك «جيش الثوار» في الحرب ضد هذا التنظيم سوف تمنحهم ورقة إضافية من خلال التغطية الجوية لطيران التحالف، أسوة بما يقوم به شرق سوريا، خصوصاً بعد تقدم قوات سوريا الديمقراطية وسيطرتها على سد تشرين بتغطية جوية من طيران التحالف الدولي. أو أقله أن الولايات المتحدة ستمنع روسيا من استهداف فصائل المعارضة بعد دخول «جيش الثوار» في المعركة ضد تنظيم الدولة مباشرة.