معارك اللاذقية: الثوار في مواجهة روسيا والأسد معاً

12642648_452834618240957_7912175556772863950_n

أثرت العملية العسكرية التي قادتها روسيا في ريف اللاذقية خلال الأيام القليلة الماضية في الموازين، لا سيما بعد خسارة الثوار كل من منطقتي سلمى وربيعة بريف المحافظة، في خطة مرسومة على ما يبدو من قبل الروس لاستكمال إخراج اللاذقية من دائرة تواجد الثوار.

جهود الروس التي تركزت بعد السيطرة على سلمى في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، على استمرار الزحف لمناطق في جبل التركمان، لا تنفي بذات الوقت القوة الكبيرة لفصائل الثوار في تلك المحاور، والتي نجحت في تكبيد القوات الموالية الروسية – النظامية – الميليشياوية خسائر ضخمة في الأرواح والممتلكات، وإن كانت قد اضطرت للانسحاب من محورين هامين لها تحت تأثير غطاء ناري أرضي وجوي كبير، وفي ظل كثافة عددية للقوات المهاجمة، لعل العنصر الأبرز فيها كان هو تواجد قوات روسية مقاتلة في الميدان بشكل علني للمرة الأولى.

ناهد عز الدين، الناشطة الميدانية من اللاذقية تقول لـ”زيتون”: “في الحقيقة لم تخسر فصائل الثوار معركتها في سلمى ولا في ربيعة بجبل التركمان، إذا ما أخذ بعين الاعتبار حجم القوات الكبيرة التي زجت بها روسيا في تلك المحاور، فما هو معلوم أن القوات الموالية شنت هجومها، لكن الأصح القول هو أن روسيا قادت الهجوم من أوله حتى نهايته”.

وتضيف عز الدين “نتائج المعارك الجارية في عموم سوريا بين الثوار وميليشيات الأسد ومن يقاتل معها لا تقاس نتائجها في الواقع بمنطق ربح وخسارة المواقع الجغرافية، بل تقاس بالدرجة الأولى بحجم الخسائر، نظراً لابتعادها عن مفهوم الحرب التقليدية واقترابها من حرب الشوارع، وفي كلتا الحالتين لا تعدو سياسة الاحتفاظ بالمواقع أو خسارتها سوى نوع من التكتيك لطرفي القتال المرتبط بالاستراتيجية العسكرية، وهذا بالضبط ما اعتمده الثوار الذين أوقعوا بالقوات المهاجمة ما لا يقل عن 75 قتيلاُ خلال الحملة، وهذا الرقم ضخم جداً كما هو معلوم، فضلاً عن تدمير أكثر من 14 عربة مدرعة”.

ورجحت الناشطة الميدانية أن تصب قوات الأسد وقبلها الروسية كل طاقاتها قريباً باتجاه محورين رئيسيين هما قرية كنسبا التي تبعد كيلومترات قليلة من ناحية الشرق عن الأوتوستراد الدولي حلب – اللاذقية، وقرية الكبينة القريبة من إدلب والمقابلة لمدينة جسر الشغور في غربها، سعياً من القوات الموالية وفي مقدمتها الروسية لاختراق مدينة جسر الشغور، وعبرها الريف الإدلبي المحرر.

وتعمل قوات الأسد وميليشياتها كما أشير على استغلال الضربات الروسية التي أدت إلى توفير غطاء جوي لها في ما يقترب من سياسة “الأرض المحروقة”، وفق ما هو معلوم عن سياسة الروس، فيما وفي المقابل يعمل سلاح الجو الروسي كما طيران الأسد على تكثيف استهداف الحواضن المدنية في محاولة للضغط على فصائل الثوار في المعارك التي تخضوها، في حين تشير معلومات ميدانية إلى بدء الثوار فعلياً شن ضربات معاكسة خاطفة في عدة محاور من ريف اللاذقية، سعياً لتحقيق إعادة تمركز جديد بتلك المناطق يمكنها من إعادة التقدم مرة أخرى في ظل نقص السلاح النوعي في مواجهة أرتال روسيا والأسد معاً.