لماذا غدرت أمريكا بالأسد “سيسيل” المعشوق، وأبقت على الأسد السفَّاح

12510340_1550846175228607_7924003167055092724_n

زيتون – محمد أبو الورد

قُتِلَ الأسد المعشوق «سيسيل» أشهر أسدٍ في قارة أفريقيا مطلع يوليو/ تموز 2015 بطريقة وحشية، بعد أن قام طبيباً أمريكياً يدعى «والتر بالمر» بقتله غدراً، عقب استدراجه إلى خارج محمية هوانغي في زيمبابوي،عن طريق إغرائه ببعض الطعام، سرعان ما أطلق سهام الغدر عليه، وتركه ينزف 40 ساعة، ثم أجهز عليه بطلقٍ ناري، وقطع رأسه على طريقة «داعش».
تلك هي الثقافة الأمريكية ..بل تلك هي قيم بلاد العم سام التي تكلم عنها بن كارسون المرشح الجمهوري المحتمل، بقوله أن الإسلام لا يتفق مع الدستور الأميركي، وقيمهم السامية…
بل عندما يعلن المرشح الرئاسي الجمهوري الأميركي دونالد ترامب على الملأ، إنه سيطرد جميعَ اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم وستستقبلُهم الولاياتُ المتحدة، إذا انتُخب َرئيسا للبلاد، كما وصفهم بالدواعش، محذراً من استقبال ِالمزيد منهم، بل عندما تمنع أمريكا جميع الدول من تزويد الثوار في سوريا بصواريخ مضادة للطائرات، وعندما ترفض إقامة مناطق حظر جوي لحماية المدنيين، فهي عملياً تعطي الضوء الاخضر لبشار الأسد كي يدمر المدن السورية.
وعلاوةً على ما سبق وبعد أن علّقت «الواشنطن بوست»على الاتفاق السري بين دمشق وموسكو بقولها عندما تكون الدولة النووية ومن القوى الكبرى وتريد نشر قواتها في بلد بعيد جغرافياً، فإن أول ما ستفعله هذه الدولة هي فرض شروطها، مقابل دعم نظام الأسد، يتضح الطريق الذي رسمه ساسة واشنطن وموسكو للإبقاء على حامي اللوبي الصهيوني.
وربما سيكون الوجود الروسي على الأراضي السورية ، التطور الأسوأ في تاريخ الثورة السورية، اللهم إن لم يكون كارثياً، لا سيما أن القوات الروسية ستردد شعاراتٍ لحزب البعث تتمثل في بقائها على الأراضي السورية إلى أجلٍ غير مسمى، أو كما قالوها إلى الأبد ..لطالما تغنى بها، الحزب، بعد أن اتضح السجال السياسي، بل بعدما قال أحد المسؤولين الأمريكيين عن الأسد، أنه رجل يقدم خدمةً جيدة إذ تطلب منه تنفيذ عشرين بالمئة لعمل شيءٍ ما، سرعان ما يخبرك صباحاً أن العمل أُنجز بالكامل.
وعن ما قبل المفاوضات الفارغة في 25 من الشهر الجاري، تسابق “روسيا ونظام الأسد والميليشيات الشيعية” الزمن، لخلق مسرح عمليات عسكرية يفرض خارطة سياسية مرسومة بدقة لمستقبل البلاد، بدعمٍ أمريكي من خلال التعتيم على الانتهاكات الإيرانية، والسكوت أمام قصف المعارضة المعتدلة وغيرها، بل ووأد الثورة، وهو ما تم كشفه مؤخراً عبر الوثيقة الأمريكية المسربة، والموقف الأمريكي.
ولكن ..ستبقى الكلمة في ساحات القتال، فالثوار استبشروا خيراً في العمليات العسكرية الأخيرة وخاصةً في جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية، وقالوا كلمتهم بعد استرجاعهم عدداً من المواقع وأوقفوا تحركات قوات النظام، كما ألحقوا بالأخيرة خسائر بشرية وعسكرية في ريف حماة الجنوبي وكذلك في بلدة الشيخ مسكين بدرعا.
أضف إلى ذلك أن تطوير العمليات العسكرية لقوات النظام لا تعني القدرة على كسب الحرب، ففي حال حصول قوات المعارضة على صواريخ مضادة للدروع بأعداد كافية، ربما تقلب موازين المعركة في الجبهات المستعرة، وتحقيق إنجازات عسكرية تجبر النظام السوري على القبول بالحل السياسي الذي يتعلق برحيله مع زمرته من سدة الحكم.