“الاجتياح” السعودي بعيون السوريين: ننتظر من الملك سلمان أن يكون “المعتصم”

12650793_456929251164827_4940050170156142272_n

أثارت المعلومات التي تسربت مؤخراً حول تدريبات سريعة ستجريها المملكة العربية السعودية، بمشاركة عدد من الدول، تفاعلاً لدى السوريين، في الداخل والشتات، بعد أن تحدثت المعلومات عن وجود نية للملكة للتدخل براً في سوريا، في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم “داعش”.

واعتبر سوريون أن الخطوة السعودية المشار إليها، على افتراض صحتها، تعد جيدة في موازاة التدخل الروسي في سوريا لصالح نظام بشار الأسد، إلا أنهم اعترضوا على كون هذا التدخل سيكون مقصوراً على محاربة تنظيم “داعش” فقط، دون قتال الأسد والميليشيات المساندة له.

الناشط “أبو خالد الجولاني” من القنيطرة، يقول لـ”زيتون” إن الجيش الحر متأهب الآن للمعلومات التي تحدثت عن احتمال تدخل قوات مشتركة في سوريا بقيادة السعودية، كاشفاً أن “معلومات مماثلة وصلت لبعض القيادات العسكرية للثوار بهذا الخصوص”، دون إضافة تفاصيل أخرى.

ويتابع بالقول: “بالطبع هذا الأمر جيد جداً، حتى وإن اقتصر في المرحلة الأولى على قتال (داعش). لا يمكن أن نطلب من أحد أن يقاتل عنا، نحن نقول لهم أعطونا السلاح النوعي ونحن كسوريون قادرون على قلب كل الموازين، وهذا الأمر وجه للسعودية أكثر من مرة، ووعدت خيراً ولا زلنا ننتظر، لكن بكل الأحوال فالخطوة السعودية مرحب بها في الميدان وفق ما سمعت وتابعت..”.

من جانبه، يقول حسام الخالدي، وهو نازح وعائلته مقيم في حمص: “إننا إذ ننتظر من السعودية موقفاً مشرفاً في جانب الثورة التي تباد الآن على يد الروس والإيرانيين والأسد معاً، فإننا لا نرضى أن يكون التدخل لقتال (داعش) فقط، فإذا كان التنظيم إرهابياً وينادي بالتطرف الذي لا نرضاه كسوريين، فإن هناك أيضاً على الجانب الآخر نظام إرهابي لم تعرف البشرية له مثيلاً في صنع الإرهاب وتصديره، وأقصد نظام الأسد، فضلاً عن عشرات الميليشيات من المرتزقة القادمين من إيران وأفغانستان ومن أتباع حسن نصر الله، أليس أولئك إرهابيين أيضاً..!!؟”.

ناجي عيسى، لاجئ سوري من درعا، يقيم في مخيم الزعتري في الأردن، يرى أن “السعودية لم تقصر في دعم السوريين على مدار أكثر من خمسة أعوام من عمر الثورة، لكنها الآن مطالبة بتحسين صورتها وصورة العرب في أعين أهل الشام”، ويضيف “كلنا أمل في الحقيقة بالخطوة السعودية القادمة، ونتمنى أن يأتي الشطان ويخلصنا من بشار الأسد وزمرته الخبيثة الحاكمة ومن يسانده، ونثق أن السعوديين لم ولن يتركوا الشعب السوري على هذه الحالة، لأن الحرب في سوريا حرب ضد الإسلام كما أصبح واضحاً..”.

بينما تقول سالمين جبر، من دير الزور: “نحن نضع أملنا في الملك سلمان، منذ أن تولى كنا ولا زلنا ننتظر منه المدد، لا معين لنا إلا الله حالياً، الكل يفتك بالشعب السوري، روسيا، الأسد، إيران، حزب الله، داعش، الأفغانيين، العراقيين، كلهم جاؤوا لقتلنا، لا ذنب لنا إلا أننا نريد أن نعيش بكرامة، والعرب وأمة المليار مسلم يتفرجون علينا نذبح، لا (معتصم) فيهم جميعاً، الآن نتمنى من الملك سلمان أن يكون هو (المعتصم)”.

وكانت مصادر دبلوماسية سعودية، أعلنت، خلال الأيام الماضية، أن عدد المتدربين في إطار القوات المزمع تدخلها في سوريا قد يصل إلى 150 ألف جندي، وأن معظم الأفراد سعوديين مع قوات عربية أخرى متواجدة داخل المملكة حالياً بغرض التدريبات.

وأضافت المصادر أن كل من المغرب وتركيا والكويت والبحرين والإمارات وقطر ومصر والأردن والسودان أرسلت قوات لها، فيما من المتوقع أن تتبعها ماليزيا، المعروف عنها تحالفها مع السعودية.

ولفتت المصادر إلى أنه ومنذ أسبوعين، عيّن السعوديون والأتراك قيادة لهذه “القوات المشتركة”، التي قالت إنها ستدخل سوريا من الشمال عبر تركيا.

ويرى مراقبون أن السعودية تتوقع السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء قريباً، إذ ترى القوات السعودية أن مقاومة الحوثيين تتضاءل وأن ضربة مكثفة من قوات التحالف العربي سُتمّكن الرئيس عبدربه منصور هادي من السيطرة على العاصمة، ما سيتيح للسعودية فرصة التركيز على سوريا في آذار/مارس القادم، وهو موعد البدء بالتدريبات المشار إليها كمقدمة للتدخل في سوريا.