في أوروبا: “شبيحة” في صفوف اللاجئين.. والخطر “مزدوج”

12814716_463205900537162_7271693584817955668_n

زيتون – أسامة عيسى

بعد أن هَجَروا سوريا بسبب بطشهم وإجرامهم، وفروا راكبين أمواج الموت إلى أقصى العالم، يفاجئ اللاجئون السوريون في أوروبا يوماً بعد يوم بوجود من يوصفون بـ”الشبيحة” في صفوفهم، حيث ركب العشرات منهم الموجة نفسها، طالبين الحماية من الدول الأوروبية بعد أن تورطوا بارتكاب انتهاكات عديدة، منها ما يصل لمرتبة “جرائم الحرب”.

صفحات عديدة بات تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ترافقت مع حملات أطلقها ناشطون سوريون بغية تعقب مرتكبي الانتهاكات من “شبيحة” الأسد الذي باتت أعدادهم ترتفع بحسب ما صرح أحد القائمين على صفحة تنشر صور عناصر من عسكر النظام وميليشياته المحلية والأجنبية وهم يمارسون انتهاكات عديدة بحق مدنيين سوريين.

ضرب حتى الموت، تعذيب، ركل على الوجه، إعدام ميداني بإطلاق النار المباشر، ضرب بالطوب وبأدوات حادة، ركل بالأقدام، دوس على جثث ضحايا، جميعها انتهاكات مارسها أشخاص متواجدون حالياً بدول أوروبية، ومنهم من حصل على ما يعرف بـ”حق الحماية” (الإقامة)، ومنهم من لا يزال ينتظر الحصول عليها، كما تقول ناريمان محمد، إحدى الناشطات السوريات في مجال تعقب “الشبيحة” وإرسال صورهم إلى حكومات الدول اللاجئين فيها، وكذلك إلى محكمة الجنايات الدولية، بالتعاون مع “ناشطين حقوقيين ومنظمات عالمية مهتمة ومتابعة”.

وتضيف ناريمان في تصريح لـ”زيتون”: “منذ مطلع العام 2015م تحديداً ارتفعت نسبة الفارين من سوريا من الشبيحة، سواء من جيش النظام أو من مخابراته أو من ميليشياته التي استحدثها إبان الثورة، كما اللجان الشعبية أو الدفاع الوطني. هؤلاء تردنا صورهم تباعاً من قبل شبكة نشطاء متواجدة في الداخل السوري، سواء في مناطق المعارضة المحررة أو في مناطق النظام نفسه. بعد ذلك يتم أرشفتها وجمع عدد من الشهادات حولها، ومن ثم ضمها لإضبارة خاصة لإجراء اللازم”.

وتضيف “البعض منهم وجدنا له صور، والبعض الأخر مقاطع فيديو، وأخرون تسجيلات صوتية، وجميعها صور ومقاطع تم التقاطها أو تصويرها من قبل الجاني نفسه، أو من قبل مشتركين في الجريمة ذاتها أو محرضين عليها أو متدخلين فيها”.

وتوضح الناشطة السورية أن “هناك سلاسة في التعامل مع هذه الملفات من قبل دول أوروبية عديدة، كما في ألمانيا وفرنسا، وجمود من قبل بعضها الأخر كما في السويد وهولندا وبلجيكا وغيرها، لكنها تؤكد “نحن مستمرون في رصد كل المجرمين وتعبقهم والإبلاغ عنهم، لأنهم يشكلون خطراً مزدوجاً على الدول الأوروبية واللاجئين معاً”.

أحمد صعب، لاجئ سوري مقيم في السويد يقول لـ”زيتون”: “إذا أتيت إلى هنا ستلاحظ أن عشرات المجرمين يعيشون فيما بيننا، إنهم خطر علينا، هؤلاء مجرمين في سوريا ويجب محاسبتهم، لقد قتلوا أناس أبرياء، جميعهم منشور عنهم صور وهم يعذبون أبرياء ويدوسون عليهم بأقدامهم وهم موتى. نحن فررنا من البلد بسبب إجرامهم!!”، ويتساءل: “أي بلد هذا الذي يعطي مجرم حق الحماية! وهل المجرم تتم حمايته أم محاسبته..!؟ لا ندري كيف يتعاملون!!”.

وتفيد زهرة صابوني، وهي سورية لاجئة في بلجيكا بأن “شبيحة متورطين حصلوا على حق اللجوء في هذا البلد وبلدان أوروبية أخرى، بينما يترك السوريين البسطاء بدون اتمام معاملاتهم أشهر طويلة”.

وتضيف “عشرات الصورة تصل للمعنيين في هذا الأمر سواء في بلجيكا أو في غيرها. هل من المعقول أنهم ومخابراتهم لا يعرفون هذا الأمر؟ إنه هراء! لكن هم يريدون التستر على مثل هؤلاء، بينما لو أبلغوا عن عنصر من الثوار لتعقبوه وقدموه للمحاكمة، أو أقدموا على أقل تقدير على ترحيله من البلد الموجود فيه”.

ويشير صافي حم. ع وهو ناشط يتواصل بدوره مع جهات دولية في خصوص تعقب مرتكبي جرائم الحرب في أوروبا إلى أن “الأمر لم يعد يقتصر على السوريين، حيث أن هناك الآن عراقيين وأفغان ثبت تورطهم بالدليل أنهم كانوا في ميليشيات تقاتل مع الأسد، ثم هربوا طالبين اللجوء من أوروبا”.

ويتابع “نحن نبعث كل المعلومات اللازمة للجهات المعنية بها، وهناك قريباً استجابات كما وعدنا من كل الدول الأوروبية، ومؤخرنا لمسنا ذلك بالفعل في كل من السويد وألمانيا وفرنسا”.

وكان ما يزيد على مليون لاجئ إلى وصلوا القارة العجوز خلال العام 2015م المنصرم، بينهم مئات الآلاف منهم من السوريين الفارين من جرائم الحرب والأخرى ضد الإنسانية التي مارستها بحقهم قوات الأسد والميليشيات المحلية والأجنبية المساندة لها، والتي تتمتع حالياً بدعم ميداني وغطاء سياسي من كل من روسيا وإيران بشكل رئيسي.