بمناسبة تحرير وادي الضيف رسالة لأهل العقد والرشاد

عبد الكريم أنيس

ليس من الثورة بشيء، من لم يفرح قلبه، لتحرير وادي الضيف، وقريباً، بعون من الله، استكمال تخليص باقي المناطق المحيطة، من عصابات الأسد الهمجية.
وليس من الثورة بشيء ذاك الذي لم يدع عقله وروحه للخوف من أن تتكرر ذات أخطاء القوات المقاتلة في ذاك الوسط الجغرافي الهام الذي سيكون خطوة أولى لتمكين الثوار من نيل شيء من التقاط الأنفس باتجاه إعادة ترتيب الأوراق والتنظيم.
أوجه كلمة بسيطة، للعقلاء، من أهل الفصائل، التي اشتركت بتخليص تلك المنطقة، وما سيليها من مناطق، من قبضة النظام المجرم الدموي.
أستحلفكم بالله الذي خرجتم فيه، يا من خرجتم نصرة للمستضعفين والمقهورين:
– أن تتركوا ادارة تلك المناطق للمدنيين من أولي الثقة والاختصاص، واياكم وجعلها إمارات نفوذ وسيطرة.
-أن تتركوا فيها قضاة من ذوي الفقه في التشريع القضائي القانوني الإداري يلتجئ فيها ذوي الخصومة، من المدنيين والعسكر، على حد سواء، كجهة محايدة، ينتصر لها كل ذوي السلطان.
-أن لا تغلوا الناس في دينهم، وإلا كنتم مجرد مقدمة لتنظيم داعش، الذي سيأخذ المنطقة منكم تسليماً، كما حدث في الرقة تماماً.
-أن لا تكون (الغنيمة) سوى تلك المحسوبة على العتاد العسكري، وأما أملاك الدولة، فهي عليكم حرام، وأما أملاك الشبيحة وما سواهم من اتهامات فخلوها للقضاء يقول فيها كلمته.
-هناك في الخارج من يراهن على (دعشنة) الدولة السورية وحرف الثورة السورية للسيناريو الذي رسمته عصابة النظام منذ الدقائق الأولى لقيام ثورة الكرامة السورية، وهو بهذا يعطي مبررات للساكتين للاستمرار على سكوتهم ويترك المجال لساحة التجاذبات الدولية أن تتسع رقعتها وأن تمتد مصالح بائعي السلاح فيها للاستمرار بتغذية النزاع في شكله المسلح، الذي دفع فيه المدنيون من الصغار والنساء والعجائر أكبر الأثمان من تهجير وعجز وتيتيم وترميل.
– لا تغرنكم تضيحاتكم ودماءكم وتجعلونها الوجاء الذي تدافعون فيه عن الأخطاء في وجه من يناصحكم فقد دفع الكل أثمان باهظة وعلى مختلف المستويات ولا تنسوا موازين القسط يوم القيامة ولا تنسوا أن أول ممن تسعر عليهم النيران (شهيد) لم يكن خروجه لله.
-أن تلتفتوا لحدود حلب وتمنعون عنها دبيب «الفئران» فوالله لو حدث أن نفذ النظام خطته التي تتقدم ببطء وخبث وبدون اعلام لكان ذاك وبالاً على الثورة لا يعلم سوى الله مرده.
-أن تتريثوا باطلاق التصاريح وأن يتحدث باسمكم شخص له باع في علم السياسة ومن ذوي أهل الثقة والعقل والرشاد.
ختاماً أسال الله للشهداء القبول وللجرحى تمام العافية وللثورة الانتصار.
لا علاقات قوية لدي مع (أهل الحل والعقد) فمن وجد في هذا الخطاب رسالة مقبولة فليقم مشكوراً، بتوجيهها اليهم، علّ الله ينفعنا وينفعهم ويجعل حال صلاح البلاد والعباد مأخوذاً على النصح والمناصحة والتقوى والرشاد.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*