روسيا تكسر الصمت الرسمي لتكريم جندي قتل في سوريا

10565088_468341970023555_2628286373621471215_n

كرم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس جنديا روسيا قتل في الحملة العسكرية الروسية في سوريا ليكسر الصمت الرسمي الذي استمر أربعة أشهر على وفاته.

وبتأبين فيودور جورافليوف (27 عاما) رفع بوتين ضمنيا عدد قتلى الجنود الروس في الحملة المستمرة منذ خمسة أشهر في سوريا إلى خمسة. وأقر مسؤولون روس في وقت سابق بسقوط أربعة قتلى.

وأمر بوتين هذا الأسبوع بانسحاب معظم القوات الروسية من سوريا قائلا إنها أتمت معظم أهدافها بنجاح. واستُقبل الطيارون العائدون في قواعد في روسيا بفرق الموسيقى وكلمات التهنئة.

وقدم الكرملين المهمة في سوريا باعتباره نجاحا ويرجع ذلك جزئيا إلى انخفاض الخسائر العسكرية الروسية. لكن لا تزال التساؤلات قائمة بشأن ما إذا كانت أرقام القتلى والجرحى دقيقة وبشأن التكاليف الأخرى للحملة.

وفي مراسم أقيمت في الكرملين لمنح ميداليات للجنود العائدين من سوريا قام بوتين بتكريم أولئك الذين لاقوا حتفهم وذكر أسماء أراملهم اللواتي تمت دعوتهن للحضور.

ومن بين الأسماء التي ذكرها بوتين يوليا جورافليوف التي تحمل نفس اسم عائلة الجندي فيودور جورافليوف الذي قتل بحسب مقابلات أجرتها رويترز مع معارفه في ظروف غير واضحة في نوفمبر تشرين الثاني العام الماضي.

كما ذكر بوتين الأسماء الأولى للجنود القتلى بما في ذلك اسم فيودور. وقال صديق للعائلة لرويترز إنه عرف زوجة فيودور جورافليوف في لقطات تلفزيونية بثها الكرملين.

وكان نفس صديق العائلة قال في وقت سابق لمراسل لرويترز حضر جنازة جورافليوف في قرية بالتسو بغرب روسيا في نوفمبر تشرين الثاني إن جورافليوف خدم في وحدة للقوات الخاصة.

وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف عندما اتصلت به رويترز أن مقتل فيودور جورافليوف تم الاعتراف به خلال المراسم. لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل.

* عمليات سرية

ولم تقر روسيا قط بأن قواتها الخاصة تقوم بعمليات قتالية داخل سوريا وقالت إن الدور العسكري لقواتها منحصر في الغارات الجوية وتدريب وتقديم المشورة للقوات السورية وحماية قواعدها والقيام بمهام بحث وإنقاذ لأطقم الطائرات في حالة إسقاطها.

وأثناء تشييع جثمان جورافليوف أبلغ قائد وحدته رويترز بأنه قتل في عملية لمكافحة الإرهاب في منطقة شمال القوقاز الروسية. لكن لم يسجل مقتل أي فرد من قوات الأمن في هذه العملية.

وأحجم الجيش الروسي آنذاك عن التعليق على مصير جورافليوف بل انه حتى لم يؤكد رسميا وفاته.

وفي الحفل الذي أقيم في الكرملين ذكر بوتين أسماء أرملة جورافليوف وأربع أرامل أخريات قال الجيش الروسي بالفعل أن أزواجهن قتلوا في سوريا. وطبقا لما ذكره الجيش فإن الجندي الخامس وهو فاديم كوستينكو (19 عاما) انتحر شنقا في قاعدته بسوريا.

وقال بوتين في الحفل موجها حديثه لأقارب القتلى “لقد ظل رفاقنا أوفياء حتى النهاية لقسمهم ولواجبهم العسكري… سوف نتذكر شجاعتهم ونبلهم… وأنهم كانوا رجالا بحق ومحاربين شجعانا.”

* تكاليف الحملة

ويقول بعض منتقدي الحملة الروسية في سوريا إنها ربما تكون سببا غير مباشر في مقتل 224 شخصا غالبيتهم من الروس في تحطم طائرة روسية فوق مصر في أكتوبر تشرين الأول.

وتكهن خبراء أمنيون بأن متشددين إسلاميين ربما يكونوا قد زرعوا القنبلة انتقاما من تدخل روسيا في سوريا.

ويؤدي وفاة جنود في عمليات عسكرية سرية إلى وضع القوات المسلحة الروسية في ورطة إضافة إلى جيوش أخرى.

وتتعرض الجيوش لضغط من تسلسل القيادة لإبقاء العمليات سرا لكن في نفس الوقت تجد نفسها أمام تقليد راسخ بضرورة التكريم العلني للأشخاص الذين يموتون وهم يؤدون خدمتهم العسكرية.

روتيرز