“داعش” في درعا: “وَعيد” من ثوارها.. و”قَلق” لدى مدنييها

10356688_470612806463138_5113359540969187526_n

تحرير زيتون 

أفرزت جملة التطورات المتسارعة على مستوى الجنوب السوري، وتحديداً في محافظة درعا، خلال الأيام القليلة الماضية، تغيرات ميدانية على الساحة من خلال ظهور علني لتنظيم “داعش” عبر خلايا كانت متواجدة ضمن المناطق المحررة من المحافظة، بالتزامن مع المعلومات حول وصول قيادي جديد لتزعم التنظيم هناك.

التطورات التي أدت إلى قلق سكان درعا ولاجئيها في الخارج، حول المصير الذي بات ينتظر محافظتهم، التي تعد المهد الذي انطلقت منه ثورة آذار/مارس 2011م، والتي ما عرف عنها إلا اشتعال جبهات معاركها في مواجهة النظام، وإيمان الفصائل العاملة فيها بالثورة ومبادئها كافة.

جملة أحداث متسارعة خلال أقل من 72 ساعة في درعا، انتهت بسيطرة “لواء شهداء اليرموك”، أكبر الفصائل المبايعة لداعش جنوب غرب درعا على بلدة تسيل بريفها الغربي، بالتزامن مع هجوم لمسلحين قيل إنهم مرتبطين بالفصيل الأخير المشار إليه على مواقع للجيش الحر ببلدة إنخل وأخرى ببلدتي خراب الشحم وعدوان، وهجوم مماثل باتجاه قرية الظهر والمدورة في محور جنوب شرق منطقة اللجاة (شرق درعا)، مع أحداث عنف في مدينة طفس بالريف الغربي نفسه جاءت متزامنة مع التطورات المذكورة.

قيادي ميداني في الجيش الحر فضل عدم ذكر اسمه، أفاد لـ”زيتون” بأن ما دار بتاريخ يومي أمس وأمس الأول في مدينة طفس من اشتباكات عنيفة بين فصائل الحر من جهة وبين كتيبة تدعى “حمزة أسد الله”، بقيادة المدعو “علاء أبو نقطة” أمر ينظر إليه من حيث ترتيب الأحداث على أنه انفلات أمني أخر، ورأى أنه من المبكر القول أن هذا الحدث يأتي في سياق جملة التطورات التي تلت حصوله في كل من اللجاة شرق درعا وتسيل وخراب الشحم وعدوان في غربها وانخل في شمالها الغربي.

وأكد المصدر أن “داعش” تقف خلف كل تلك الأحداث، باستثناء ما جرى في طفس نظرا لاستمرار التحقيق في الأمر، مضيفاً أن الهدف الذي يسعى التنظيم إليه من كل ذلك هو “تحقيق اختراق في منطقة حوران، يمكنه من خلاله أن يقيم إمارة أو دولة ما يسميها الخلافة المزعومة التي تبنى على تكفير الآخرين واستباحة دمائهم” على حد تعبيره.

وتابع بالقول: “هناك استعدادات يجري الترتب لها حالياً من قبل كبرى فصائل الجيش الحر في محافظتي درعا والقنيطرة، للقيام بما هو لازم لردع هؤلاء العابثين بأمن السوريين والباغين على الثورة، حتى لو كلف أمر حوران دمائنا جميعاً، فنحن لن نسمح لداعش بتدنيس أرضنا”.

في الجهة الأخرى، يرى سمير ع. وهو مواطن من ريف درعا الغربي أن “داعش بدأ يخطط لرسم دولة الخلافة في كل الريف الغربي لدرعا، وهو ينوي اشعال حرب كبيرة في المنطقة في سبيل ذلك”.

ويضيف ع. الذي قال إنه يعيش في منطقة تتواجد فيها عناصر للتنظيم أن “الحياة أصبحت لا تطاق، أصبحنا نتمنى الموت، أو أن ننام ولا نفيق”، وأردف “نحن نعيش في سجن.. معتقل لا يوجد فيه إلا الموت. الملثمون يحيطون بنا من كل جانب. كل شيء ممنوع علينا ومسموح لهم. سيجارة التبغ يجلدونا عليها وتعد جريمة كبرى، بينما عناصرهم يدخنون أمام أعيننا ولا نستطيع الكلام..!!”.

وتقول أم خالد، اللاجئة في الأردن من درعا، أنها كانت تنوي “تسجيل عودة”، وهو طلب يتقدم به الراغب بالعودة إلى سوريا للسلطات المختصة بالأردن التي توصله لحدود المناطق المحررة، إلا أنها أضافت “الآن ما عدت أرغب بذلك.. إلى أين أذهب؟ المنطقة كلها محتلة من داعش. الناس الموجودين هناك يقولون لنا لا تأتوا.. الموت ينتظركم. حياة حجيم لا تطاق.. سأبقى هناك حتى يشاء الله..!!”.

ولا ينصح سليمان شريفي، وهو نازح في ريف درعا الغربي أي شخص بالعودة لسوريا حالياً، ويرى أنه لو امتلك طريق الفرار من منطقة تواجده حالياً لفعلها، لكنه اشتكى من إغلاق الحدود مع الأردن، وعدم وجود وسيلة متاحة أمام المدنيين سوى “البقاء بانتظار حصول المجهول” على حد تعبيره.

الجدير بالذكر، أن تنظيم “داعش” كثف سعيه خلال الأشهر الماضية إلى الدخول لعمق محافظة درعا بشكل أو بآخر، وتأمين موطئ قدم له في البقعة الوحيدة التي لم تعرف له وجوداً فيها بين المحافظات الساخنة منذ بدء الثورة السورية، والتي تشكل مطمعاً للتنظيم لكونها منطقة حيوية وقريبة من الحدود مع الأردن والجولان السوري المحتل معاً.