في درعا: حرب “مجنونة”.. تخنُق ألاف المدنيين

12472653_474155986108820_7842899896091800165_n

تحرير زيتون 

تفرض الفصائل المتقاتلة في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي حصاراً خانقاً على الأهالي والنازحين في المنطقة، التي تعد من أهم حواضن النزوح في جنوب سوريا، بالإضافة لأهميتها الكبيرة لجهة التصاقها من حدودي سوريا مع الجولان المحتل والأردن.

الحرب المندلعة منذ أشهر بين كل من “جيش الفتح” بنسخته الجنوبية المتمثلة بشكل رئيسي بكل من “جبهة النصرة” و”أحرار الشام” وكذلك بعض فصائل الجيش الحر، من جهة، و”لواء شهداء اليرموك” المتهم بالتبعية لتنظيم الدولة من جهة أخرى، ألقت بظلالها على المدنيين الذين تجاوز عددهم وفق أخر التقديرات 60 ألف نسمة في المنقطة.

يندر دخول أي من المواد الغذائية والسلع التموينية ومواد المحروقات للمنطقة المحاصرة منذ أشهر بحواجز كانت تضعها جبهة النصرة على أطراف “حوض اليرموك”، لا سيما في محيط كل من بلدتي تسيل وسحم الجولان غرب درعا، وفق ما يقول السكان. في حين بات الحل الوحيد المتاح للمدنيين هو اللجوء إلى ما توفر لديهم من مواد بدأت بالنفاذ، بالتزامن مع اشتداد وتيرة المواجهات بين الأطراف المتقاتلة.

أبو خالد م. نازح إلى ريف درعا الغربي من ريف دمشق، يقول لـ”زيتون”: “منذ أكثر من ثمانية أشهر ونحن نتعرض للتجويع من قبل هذه الفصائل التي لا تخاف الله، وأنا أقول أنها لا تخاف الله وهي تدعي ذلك لكونها لو كانت بالفعل تخاف رب العالمين لكانت رأفت بأحوال آلاف الأطفال والنساء في المنطقة”.

ويضيف “عشرات القذائف تتساقط في المنطقة يومياً. هاون، مدفعية، لا نعلم من أين!! الطرف الأول يقصف الثاني والثاني يفعل نفس الشيء، عشرات الضحايا سقطوا بين قتيل وجريح، غالبيتهم من الأطفال. المنطقة محاصرة لا يستطيع المرء إدخال الغذاء ولا الدواء، كما أن حياتك مهددة بخطر الموت قنصاً أو قصفاً إذا ما فكرت بمجرد المحاولة لاجتياز أي بلدة في المنطقة إلى أخرى..”.

في المقابل، يقول أبو نادر، وهو مزارع في المنطقة إن الفصائل والحرب التي أشعلتها في المنطقة تسببت في خسارة المزارعين ملايين الليرات السورية، بسبب عدم قدرتهم على تسويق محاصيلهم خارج المنطقة، ويفيد بأنه أتلف كميات كبيرة من محصولاته الزراعية بسبب إغلاق معابر المنطقة بفعل الاقتتال الدائر.

بدورها، تشكو أم سامر المقيمة في إحدى قرى “حوض اليرموك” سياسة الفصائل المحاصرة للمنطقة، والتي تمنع كما تقول دخول ما هو لا زم للمدنيين وليس للمسلحين، وتضيف: “خلصنا من بشار الأسد طلعلنا ألف بشار”، وتشير إلى أن ابنتها أصيبت بحالة إسعافية طارئة قبل يومين، لكنها لم تتمكن من أخذها إلى أي مشفى تتوفر فيه العلاجات اللازمة، نتيجة الحرب في المنطقة التي تلاحق فيها فصائل الجيش الحر مع جبهة النصرة وأحرار الشام خلايا “داعش” كما تؤكد الأخيرة.

ناهد أيضاً، إحدى القاطنات في المنطقة تروي أن “سياسة تجويع تمارس ضد الأهالي، الخضروات لا تدخل، الخبز بالقطارة، والماء ثمنه مرتفع، والكهرباء مقطوعة منذ زمن طويل ولا يراها الناس أبداً”، وتضيف “إما أن يرحمونا وإما أن يقتلونا ويريحوننا من هذه الحياة، أنا أسألهم: من أين نطعم أطفالنا إذا جاعوا؟ أليس لديهم أطفال هم؟ أم أن أولادهم غير أولادنا.. حسبنا الله ونعم الوكيل بس”.

يشار إلى أن منطقة “حوض اليرموك” تشمل قرى عدة في القطاع الغربي والجنوبي الغربي من محافظة درعا، وتضم كلاً من قرى وبلدات: “جملة، نافعة، سجم الجولان، حيط، الشجرة، القصير، معرية، كويا، بيت آره، عابدين، الشبرق، عين ذكر، المسريتية، صيصون” وبعض التجمعات السكانية الأخرى.