اختطاف الأطفال.. هل أصبحت ظاهرة في سورية ؟؟

الصورة رمزية

 

لم تدع الحرب القائمة في سوريا جانبا من جوانب الحياة الإنسانية للمواطن السوري إلا وتركت أثرها فيه، ولعل براءة الطفولة لم يشفع لها في ظل الحرب، فالقتل والاعتقال اليومي للأطفال هو مشهد اعتدنا عليه منذ اندلاع  الشرارة الأولى في الثورة.

والجديد في الأمر هو انتشار ظاهرة خطف الأطفال من الأحياء السكنية و من أمام أبواب المدارس في المناطق و المدن التي يسيطر عليها النظام السوري.
رصد ناشطون محليون في عدة محافظات سورية في الفترة الأخيرة تزايد ظاهرة الخطف للأطفال، ففي يوم الثلاثاء 17 / شباط /2015 حاول شابا متنكرا بزي امرأة يرتدي جلبابا وخمار خطف طفل من أمام أبواب أحد المدارس في حي غرب المشتل بمدينة حماه، و تصدى الأهالي للخاطف وحاولوا اللحاق به، فبادر الخاطف بإطلاق الرصاص باتجاه الأهالي و عندها تبين لهم أنه شاب متنكر، و استقل الشاب سيارة كانت بانتظاره عند أطراف الحي.
وجه ناشطو المدينة أصابع الاتهام إلى الأفرع الأمنية و الشبيحة المنتشرين بكثافة في مدينة حماه وأفادوا لجريدة زيتون بأنها ليست المرة الأولى التي تحصل فيها هذه الحادثة، حيث سبق وشهدت المدينة خطف ثلاث أطفال أطلق سراحهم مقابل فدية مادية، على مسمع ومرأى من السلطات الحكومية في المدينة و أفرعها الأمنية، مما يؤكد تواطئها و مشاركتها في عمليات الخطف.
تكررت أحداث مشابهة في محافظتي حلب والحسكة، كما أفاد ناشطون في مدينة حلب عن وجود عصابة لخطف الأطفال و التجارة بأعضائهم البشرية في الأحياء المحتلة من المدينة وبرعاية من الأفرع الأمنية، فبتاريخ 28/ كانون الثاني / 2015 أقدمت مجموعة من المسلحين على اختطاف طفلة تبلغ من العمر (13 ) عام من أمام منزل أهلها، اتصلت المجموعة الخاطفة بالأهل وطلبت فدية وقدرها (15 ) مليون ليرة سورية، اتفق الطرفان على دفع الفدية في مكان حدده الخاطفون، استلم الخاطفون الفدية وغادروا المكان، بعد ذلك عثر الأهل على طفلتهم مقتولة.
وهنا لابد أن نشير إلى نقطة أساسية، وهو الغطاء الذي يقدمه النظام لعصابات خطف الأطفال، فمعظم عمليات الخطف حصلت في أماكن قريبة من تواجد الحواجز العسكرية في المدن، وامتناع النظام عن ملاحقة أو محاسبة هذه العصابات أو التحقيق في حالات الخطف التي ترد لمراكز الشرطة التابعة للنظام.
و في نهاية الأمر دفعت ظاهرة خطف الأطفال في المناطق التي يسيطر عليها النظام الكثير من الأهالي إلى حرمان أبنائهم من الذهاب إلى المدارس وبالتالي حرمانهم من حقهم في التعلم لانعدام الأمان.

داليا معلوف