البالة في ريف إدلب.. ليست مقصد ميسوري الحال فحسب

1937581_1408127562776828_1590472468_o

زيتون – رزق العبي

اعتادت «أم أيهم» أن تتسوق ألبسة أطفالها وألبستها من محلات البالة المنتشرة في ريف إدلب، والتي تزايد عددها خلال السنوات الماضية، لكثرة إقبال الناس عليها، خصوصاً في ظل الضائقة المالية التي تشهدها البلاد.
تقول «أم أيهم» وهي أم لخمسة أطفال: «أولاً لم يعد انتقاء الألبسة همنا بقدر ما يعتبر تحصيل لقمة العيش هو الهم، أنا تعودت أن أشتري ألبسة لي ولأطفالي من البالة لأن سعرها مقبول قياساً بأسعار الألبسة الوطنية، والبالة بضاعتها أجود، فمثلاً عشرة آلاف ليرة سورية أشتري بها لأطفالي كلهم، بينما لو أردت شراء نفس القطع وطنية لأحتجت خمسين ألف ليرة».
إقبال ملحوظ وأسعار جيدة:
ويرى الشاب «سعد» أن البالة فرصة للحصول على أجود القطع بسعر جيد، بينما المحال التي تبيع ألبسة وطنية تجد أنواع الألبسة رديئ، يقول: «تعودت أن أشتري (بناطلين) للجامعة من البالة، وهي ماركات عالمية ولكن مستعملة، ولا بأس في ذلك فهي ممتازة، وأستطيع مثلاً أن أشتري خمسة قطع بسعر قطعة واحدة، وهذا ما يجعلني أجدد ألبستي على الدوام».
أما «أحمد» فيقول: «أنا لا أشتري من البالة لأني لا أرتدي ألبسة ملبوسة من قبل، علماً أنني متوسط الحال، ولكن أرى أن قطعة واحدة جديدة كل نصف سنة أفضل من أن أشتري بضاعة رخيصة ومستعملة كل اسبوع».
ولكن للشاب مصطفى فكرة مخالفة والذي يرى أنه حتى الأغنياء حرموا الطبقة المتوسطة والفقيرة من شراء قطعة جيدة، عن هذا تحدث: «صاحب البالة يأتي بالبضاعة في أكياس كبيرة، وقبل فتح الكيس وعرض البضاعة يكون قد اخبر بعض الأغنياء يأتوا ويشتروا الألبسة الأجود أي بمعنى أصح يأخذون وجه السحارة ويتركون لنا الأنواع والموديلات العادية، طبعاً لأنهم بدفعون للبائع سعد ممتاز، وهنا يكون الغني حرم الفقير من شراء البضاعة الجيدة.
أسواق بالجملة:
تعتبر بلدة سرمدا القريبة من مركز المحافظة الخزان الرئيسي الذي يغذي محلات البالة في ريف إدلب، إذ يحتوي سوقاً كبيراً لبيع الألبسة الأوروبية المستعملة بالجملة.
يقول «علاء» وهو بائع ألبسة مستعملة: «نذهب إلى سرمدا بين الحين والآخر لنشتري كميات كبيرة من الألبسة الأوروبية المستعملة لأبيعها فيما بعد في محلي بمدينة كفرنبل، وتشهد تلك الألبسة إقبالاً كبيراً من الناس».
وعن آلية شرائها من مصدرها يقول: «يتم شراء البضائع بالوزن، ويبلغ سعر الكيلو منها من الموزع بالجملة 3 دولار، بينما المبيع للزبائن مختلف في كل مكان فهناك بالة تكون طريقة البيع بالكيلو غرام، والغالبية يبع حسب القطعة، أو نظافتها».
يباع الكليو الواحد للزبائن 2500 ليرة سورية، وعند تنزيل البضائع من الموزع تكون البالة مغلقة بشكل محفوظ حيث لا يستطيع البائع فتح الكيس ومعرفة ما في داخله إلا بعد الشراء.
يقول «موسى» الذي يمتلك محلاً لبيع الألبسة المستعملة في ريف إدلب: «طبعاً تكون محتويات الكيس الكبير الذي نشتريه بالحظ، فإن كان الكيس يوجد فيه بضائع جيدة مستهلكة فيكون البائع ربح أرباحاً مضاعف، لكن في أغلب الأحيان يكون الكيس نصفه ألبسة للأطفال الصغار جداً، وهذه يكون بيعها أو استهلاك الناس لها قليل، أما الشي الجيد في البالة أن البضائع جميعها أوربية ومن أجود أنواع القطن أو الجلد الطبيعي، وأسعارها حسب جودتها جيدة، وتناسب عامة الناس».

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*