ذاكرة القصف.. لحظات عصيّة على النسيان

14611062_186175545170570_1994695011922813305_n-bordermaker

“لحظة واحدة بين الشعور وانعدامه، كانت كفيلة بتسجيل لحظات لا أنساها، كنا نتحدّث في شؤون أعمالنا وأحوال البلدة، في المكتب بالطابق الثالث، كنّا خمسة قبل أن نتفرّق” يقول “خالد الخالد” أحد الأهالي ممن حضر قصف الطيران الحربي لمدينة سراقب يوم أمس الأربعاء.
لحظات مروّعة عاشها الأهالي، حيث ألقى الطيران الحربي 12 صاروخاً مظليّاً على عدّة مناطق سكنية في المدينة.
يتابع خالد: “قبضة اللاسلكي أذاعت عن تنفيذ غارة جوية، تابعنا حديثنا أنا ومن معي، إلّا أن القبضة أذاعت مجدّداً (تنفيذ مظلّي جديد)، حتى الآن لا أعرف كيف نزلنا إلى أسفل البناية، اثنين ممن كانوا معنا لم أجدهم، كان هناك حشد كبير من الأهالي بكاء وصراخ، أطفال ونساء، كبار في السنّ، هرعوا دفعة واحدة إلى قبو الجامع الكبير”.
استمر القصف على المدينة حوالي نصف ساعة، عبر سلسلة من التنفيذات، ومع كل تنفيذ بالصواريخ المظلية، يزداد حجم الدمار في أسواق المدينة التي امتلأت شوارعها ببضائع المحال التجارية على جانبي الشارع، بحسب الأهالي والصور الواردة.
يقول خالد إن الناس في تلك اللحظات لم يتحدّثوا عن شهداء أو جرحى، “سحبني مدين إلى فرن باريش وعند باب الفرن انفجر صاروخ مظلّي فدخلنا باللاشعور إلى الفرن، وتكوّمت فوقنا قطع البلاستيك والأحجار عند المغسلة داخل الفرن، وخرجنا بعدها لمساعدة أصحاب المحال، ليباغتنا صاروخ آخر، وندخل مجدداً إلى قبو الجامع، توالي الصواريخ يجعلك تستشعر الموت، فلو نجوت مرّة ربما لن تنجو في المرة القادمة”.
من يسكن في المناطق المحررة يعرف تماماً حجم الخطورة أثناء القصف، لأنهم يعيشونها يوماً بيوم، إلّا أن هذه المرّة كان المشهد غير مألوفٍ عن ذي قبل، بحسب ما قال “خالد” الذي بدى خائفاً منهاراً مثله مثل مئات المدنيين ممن حضروا القصف.
“حركات لا إرادية، ربّما ناتجة عن خوف شديد، كلّها كانت على شكل هروب، مرّة من الطابق الثالث، نحو الأسفل، ومرّة باتجاه الفرن، وأخرى باتجاه قبو الجامع، انتهت الغارات، خزّان المياه وسط الشارع، عليه آثار قصف، بعدما فارق سائقه الحياة، مع أكثر من سبعة مدنيين، وعشرات الجرحى كانوا في أماكن القصف، بدأنا نساعد فرق الدفاع المدني في انتشال ناجين ونقل مصابين وشهداء، وسرعان ما تحوّل السوق الرئيسي لمكان مهجور”.
وكانت طائرات حربية قد ألقت مساء أمس الأربعاء 12 صاروخاً مظلّياً على أحياء مدينة “سراقب” ما تسبب باستشهاد 11 مدنيّاً، وسقوط عشرات الجرحى، فضلاً عن دمار واسع ألحق بمكان القصف.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*