إضاءات حول الكورد في سوريا وإدارتهم الذاتية

” الكورد ” بالكردية  أو الأكراد :
هم شعوب تعيش في غرب آسيا , شمال الشرق الأوسط بمحاذاة جبال زاكروس وطوروس في المنطقة التي يسميها الكورد ” كوردستان الكبرى ” وهي اليوم عبارة عن أجزاء من شمال شرق العراق وشمال غرب إيران وجنوب شرق تركيا وشمال شرق سوريا .
ويعتبر الكورد
كعرق جزءاً من العرقيات الإيرانية , ويتواجدون بالإضافة إلى هذه الدول بأعداد قليلة في الأردن ولبنان وجنوب غرب أرمينيا وبعض مناطق أذربيجان وجورجيا والعديد من الدول الأوروبية ولهم هناك وجودهم المؤسساتي في الجاليات والمؤسسات المدنية التي تبرز الهوية الكردية مثل احتفالاتهم بأعياد النيروز وهي رأس السنة الكردية في أغلب العواصم التي يتواجدون فيها .
ويعتبر الكورد أحد أكبر القوميات التي لا تملك دولة مستقلة أو كياناً سياسياً موحداً معترفاً به عالمياً , وهناك الكثير من الجدل حول الشعب الكردي إبتداءً من منشأهم وامتداداً إلى تاريخهم وحتى مستقبلهم السياسي , وقد ازداد هذا الجدل التاريخي حدة في السنوات الأخيرة وخاصة بعد التغيرات التي طرأت على واقع الكورد في العراق عقب حرب الخليج الثانية وتشكيل الولايات المتحدة لمنطقة حظر الطيران التي أدت إلى نشأة كيان إقليم كردستان في شمال العراق .

الكورد في سوريا :
ليست هناك إحصائية دقيقة لتعداد الكورد في سوريا , ولكن يمكننا القول بعد الإطلاع على إحصائيات عدة أن نسبتهم تتراوح بين 15 إلى 25% (من مجموع سكان سوريا) , حيث يعيش معظمهم في شمال شرق سوريا مثل (الحسكة) والتي تضم القامشلي ” قامشلو ” ورأس العين ” سري كانييه ” والمالكية ” ديريك ” وعامودا وغيرها من المدن والبلدات الكردية , إضافة لمدينة تل أبيض ” كري سبي ” في محافظة الرقة , وكذلك مدينتي عفرين وعين العرب ” كوباني ” وبلدات أخرى مثل تلعرن وتل حاصل وأحرص في شمال حلب , إضافة لتواجدهم في المدن الكبرى مثل دمشق ودمشق وحلب وحماة التي تحتوي نسبة قليلة منهم .
ويعتمد الكورد في هذه المناطق على الزراعة بشكلٍ أساسي مثل الزيتون في عفرين ,  وكذلك الشعير والقمح والبقوليات في كوباني ومحافظة الحسكة , وكذلك على التجارة والصناعة مثل صناعة حفارات الآبار الارتوازية في مدينة كوباني ” عين العرب ” والتي تحتل المرتبة الثانية في سوريا بهذه الصناعة بعد مدينة سراقب في محافظة ادلب , وكسائر الشعب السوري هم شعب بعيد عن العنصرية والطائفية ذو تاريخ نضالي وثقافي طويل ,  البعض منهم يحلم بكردستان الكبرى كطموح للشعب الكردي في توحيد الأجزاء الأربعة والبعض الآخر يرغب بالاعتراف الدستوري بحقوق الشعب الكردي في سوريا أسوةً بالقومية العربية كون الكورد هم ثانٍ أكبر قومية في البلاد .
أما دينياً فهم في أغلبهم مسلمين سنة , إضافة لقلة قليلة من العلويين في مدينة عفرين وكذلك زرادشتيين وإيزديين .
ممارسات النظام السوري بحق الكورد في سوريا :
في نوفمبر 1962 اعتبرت الحكومة السورية آنذاك إن مليون من الكورد السوريين ليسوا مواطنين سوريين بسبب عدم توفر بيانات عن أجدادهم في الإحصاءات وسجلات النفوس العثمانية قبيل عام 1920.
وكان إحصاء عام 1962 لمنطقة الحسكة فقط مثيرا للجدل فهدف الحكومة المعلن كان “التعرف على المهاجرين الغير قانونيين من تركيا إلى ” شمال شرق سوريا ” وكان على الشخص أن يمتلك وثائق تبين إنه كان يعيش في سوريا منذ عام 1945 على أقل تقدير , ولكن الكورد اعتبروها سياسة منظمة لما أسموه محاولة لتعريب المنطقة ,  ويزعم البعض بان الحكومة السورية بدأت في السبعينيات وعلى يد الطاغية حافظ الأسد ما أسموه سياسة التعريب ومن الأمثلة على هذه السياسة منع الأكراد من تسمية حديثي الولادة بأسماء كردية ومنع إطلاق أسماء كردية على المحلات التجارية في كل المدن السورية عامة والكردية خاصة .

واستنادا إلى تقرير من منظمة مراقبة حقوق الإنسان فإنه نشأت نتيجة لإحصاء الحسكة لعام 1962 مجموعة خاصة تم اعتبارهم أجانب أو غير مسجلين وحسب الإحصاءات الرسمية (السورية) يوجد أكثر من مليون كردي من مواليد سوريا ولكنهم لا يعتبرون مواطنين سوريين ولا يمكن لهذه المجموعة السفر إلى دولة أخرى لعدم امتلاكهم لوثيقة أو جواز السفر .
حيث تم تزويدهم فقط ببطاقات هوية ولا يمكن لهذه المجموعة امتلاك أراضي أو عقارات ولا يمكنهم العمل في مؤسسات حكومية ولا يمكنهم دخول كليات الطب والهندسة ولا يمكنهم الزواج من مواطن سوري.
ومن الجدير بالذكر إن هذه القوانين ليست معممة على جميع الأكراد في سوريا وإنما تشمل الأكراد أو
الأشخاص الذين وحسب الحكومة السورية لا يمتلكون وثائق تؤكد أنهم من سوريا قبل عام 1945 فهناك المديرون والوزراء وأعضاء مجلس الشعب ورؤساء أحزاب مشاركة في الجبهة الوطنية الحاكمة وهم من الكورد .
 انتفاضة قامشلو / آذار 2004 :
في 12 مارس 2004 وأثناء مباراة لكرة القدم في ملعب القامشلي التابعة لمدينة الحسكة نشب صراع بين مشجعين كورد لفريق القامشلي ومؤيدين عرب للفريق الضيف من دير الزور وقتل في ذلك اليوم 13 شخصا , لتصل الحصيلة النهائية منهم في أقل من أسبوع إلى 35 شهيداً حسب بعض المنظمات الحقوقية . وانتشرت أعمال العنف إلى كل المناطق الكردية في سوريا , بل ووصلت حتى إلى حلب ودمشق العاصمة وتمت حملة اعتقالات في المنطقة واستنادا إلى منظمة العفو الدولية فإنه تم اعتقال ما يقارب 2000 شخص كوردي  من بينهم نساء وأطفال بعمر 12 سن ة، وتم فصل العديد من الطلاب الأكراد من الجامعات السورية وفي عام 2008 قتل 3 أولاد أعمارهم ما بين 17 و 22 سنة أثناء إشعالهم النار حسب تقاليد احتفال عيد النيروز , حيث قامت الشرطة المسلحة بإطلاق النار عشوائيا وإصابتهم رصاصاتهم وتوفي أثرها ثلاثة أولاد أبرياء .
الأحزاب الكردية في سوريا  :
الأحزاب الكردية غير مكرديا،نونيا في سوريا ولكن الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا يمارس نشاطه منذ 14 يونيو 1957 ” وهو تاريخ الإعلان عن أول حزب كردي بعد الاستقلال وقبل ذلك الوقت كان الكورد يناضلون إلى جانب أخوتهم السوريين لجلاء الفرنسيين عن أرض سوريا التي هي للجميع .
تتألف الحركة السياسية الكردية في سوريا من 12 حزبا كرديا ، وكذلك من 3 أطر سياسية جامعة ، إضافة إلى عدد من الأحزاب الأخرى خارج الأطر المذكورة وهي :

1ـ المجلس السياسي الكردي فيسوريا:ويضم حاليا 8 أحزاب كردية ، ويعتبر الإطار الرئيسي الذي يضم معظم أطراف الحركة الكردية في سوريا ؛ حيث تمكنت الحركة لأول مرة في عام 2009 من تأسيس ائتلاف عريض كهذا الذي يتألف من: 1- الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي)، جناح الدكتور عبد الحكيم بشار، وهو قريب من الحزب الديمقراطي الكردستاني/إقليم وكردستان العراق ، وحليفه التقليدي في مختلف المراحل .

2- الحزب اليساري الكردي في سوريا : يقوده محمد موسى محمد ، وهو حزب علماني تأسس في 5 أغسطس (آب) 1965. ويعتبر المرحوم أوصمان صبري الذي أسس أول حزب سياسي كردي في سوريا عام 1975 رمزا لليسار الكردي في سوريا ولعموم المنحدرين من مدرسة اليسار الكردي في سوريا.

3- حزب اليكيتي الكردي في سوريا : يقوده الآن إسماعيل حمي، ويتميز هذا الحزب بأن الأمين العام أو السكرتير فيه يتبدل بشكل دوري، بحيث يتولى أحد أعضاء المكتب السياسي هذا المنصب لمدة 3 أو 4 سنوات، وينفرد اليكيتي من بين الأحزاب الكردية بهذا التقليد الديمقراطي ، وهو حزب يساري التوجه وينحدر من المدرسة اليسارية نفسها وهو يعتبر أول حزب قاد أكبر تظاهرة في قامشلو ضمت ما يقارب المائة ألف شخص يوم مقتل الشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي .

4- حزب أزادي الكردي في سوريا: يقوده خير الدين مراد، المقيم خارج سوريا، في النرويج تحديدا، ويعتبر هذا الحزب أيضا حزبا علمانيا وذا ميول يسارية وينحدر من المدرسة ذاتها التي انحدر منها كل من يكيتي واليساري الكردي في سوريا .

5- الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) ، جناح نصر الدين إبراهيم ، الذي يعتبر أكثر اعتدالا ، لكنه يعتبر بدوره سليل مدرسة اليسار الكردي، وبرز هذا الفصيل على الساحة حينما انقسم البارتي في نهاية ثمانينات القرن الماضي إلى فصيلين، إثر وفاة سكرتيره العام كمال أحمد أغا بحادث سير، ويرتبط جناح البارتي هذا بتحالف مع الحزب اليساري الكردي.

6- الحزب الديمقراطي الكردي السوري، الذي يقوده جمال شيخ باقي : ويعتبر من الأحزاب المعتدلة في الحركة الكردية ، ويتميز بموضوعية طرحه وأفكاره السياسية وهدوئه وعدم انجراره إلى المعارك الجانبية الكردية – الكردية.

7- حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا : يتزعمه عزيز داود ، وانفصل هذا الحزب عن الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا منذ تسعينات القرن الماضي ، ويتحالف مع البارتي ، جناح الدكتور عبد الحكيم بشار .

8- الحزب الوطني الديمقراطي الكردي في سوريا: يتزعمه طاهر صفوك ، الذي انفصل عن حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا بعد وقت قصير من انفصاله مع عزيز داود عن حزب عبد الحميد درويش ، ويتحالف بدوره مع البارتي ، جناح الدكتور عبد الحكيم بشار.

أحزاب المجلس العام للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا ويتألف من حزبين فقط وهما: 1- حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا: ويتزعمه محيي الدين شيخ آلي، الذي انفصل عن «البارتي» حينما كان موحدا منذ ثمانينات القرن الماضي .
– الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ويقوده عبد الحميد درويش، وتربطه علاقة تحالفية مع حزب الوحدة الديمقراطي إلى جانب عدد من المستقلين .

الأحزاب الخارجة عن الإطارين :
– حزب الاتحاد الديمقراطي القريب من حزب العمال الكردستاني , وهو حزب جماهيري كبير قياسا بباقي أحزاب الحركة الكردية في سوريا .

ـ تيار المستقبل الكردي في سوريا، الذي جمد عضويته في المجلس السياسي الكردي في سوريا ، وكذلك في مجموع الأحالماضي،دية , تزعمه الراحل مشعل تمو .

ـ مجموع أحزاب الحركة الكردية في سوريا وهو إطار تشكل بعد انطلاق الثورة السورية الحالية في 15 مارس (آذار) الماضي ، ويضم جميع الأحزاب الواردة أسماؤها أعلاه عدا تيار المستقبل الكردي . وأطلقت هذه الأحزاب مجتمعة مبادرتها الشهيرة من مدينة قامشلو بُعيد انطلاق الاحتجاجات في المدن الكردية ، التي تنطوي على الرؤية الكردية أو خارطة الطريق الكردية ، لحل المسألة السورية عامة والكردية خاصة ، على قاعدة الاعتراف الدستوري بالكرد كثاني أكبر قومية في البلاد .

ـ  أحزاب أخرى خارج الأطر الثلاثة وهي أحزاب كثيرة ، لكن لا يوجد إجماع من قبل الأحزاب المذكورة أعلاه بالاعتراف بها ، الأمر الذي يبقيها خارج الأطر الكردية ، وكذلك أطر المعارضة الوطنية السورية أيضا ، وتبقى معزولة عن الحراك بسبب إشهار الفيتو في وجهها من قبل الأحزاب الأخرى؛ إذ يكفي استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل أحد الأحزاب الـ12 التي سبق ذكرها بحق هذا الحزب الجديد أو ذاك ، ليبقى معزولا حتى ينال رضا الجميع .
ومن الجدير بالذكر إن الطاغية بشار الأسد قال في إحدى خطاباته ” أن
القومية الكردية جزء من التاريخ السوري والنسيج السوري , ولكن في المؤتمر العاشر لحزب البعث لم يشر إلى إمكانية الأكراد من تشكيل أحزاب سياسية , وفي 9 أكتوبر 2005 أصدرت محكمة أمن الدولة في سوريا حكما بالسجن عامين ونصف عام على أربعة أكراد بتهمة “الانتماء إلى تنظيم سري واقتطاع جزء من أراضي البلاد وضمها إلى دولة أجنبية”. وكان الأربعة ينتمون إلى حزب الاتحاد الديمقراطيPYD ، وهو حزب كردي محظور في سوريا كثرت إشارات الاستفهام حول علاقته بالنظام السوري وهو من ضمن هيئة تنسيق الوطنية , يرأسه صالح مسلم الذي يشغل نائب المنسق العام في الهيئة, وأيضاً تم اعتقال سبعة أشخاص بالتهمة نفسها وكانوا ينتمون لحزب يكيتي الكردي في سوريا, وقد قُتل واحداً منهم في سجن صيدنايا دون تسليم الجثة لذويه, بينما تم الإفراج عن الستة الآخرون بعد 6 سنوات , وهذه الحالات كانت كثيرة في ظل سلطة البعث.
ومع مجيء الثورة السورية تضاربت وجهات النظر لدى الأحزاب الكردية في العمل مع التيارات المعارضة السورية مثل هيئة التنسيق الوطنية والمجلس الوطني السوري والائتلاف السوري , وانضمت بعض الأحزاب الكردية إلى المجلس الوطني السوري والائتلاف مثل حزب البارتي و يكيتي الكردي والحزب الديمقراطي التقدمي الكردي , اللذان يعلى صوتهما في الساحة الكردية مقارنة بحزب الإتحاد الديمقراطي الذي يتزعمه صالح مسلم ضمن هيئة التنسيق ويمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة.
ومن الشخصيات الكردية التي شاركت في مفاوضات جنيف : الأستاذ إبراهيم برو عن حزب يكيتي الكردي وعبد الحكيم بشار عن حزب البارتي وكذلك عبد الحميد درويش عن الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي , كممثلين للشعب الكردي في سوريا.
الإدارة الذاتية لكورد سوريا والتي أعلنها حزب الإتحاد الديمقراطي (PYD) :
يدرك المتتبع للشأن الكردي في سوريا , إعلان الكورد عن إدارتهم الذاتية قبل فترة قصيرة في مناطق الشمال السوري , وما أحدث ذلك من ردود أفعال سواءً أكانت إيجابية أو سلبية من قبل المعارضة السورية أو من بعض الأطراف الإقليمية والدولية بغض النظر عن الأحزاب الكردية التي هي على خلاف مع صاحب هذا المشروع  ولا سيما أنه حزب الإتحاد الديمقراطي والذي يعتبر أكبر حزب كردي في سوريا من ناحية القاعدة الجماهيرية الشعبيّة, وكل الأدلة والأوراق السياسية وكذلك الوقائع تشير أن هذه الخطوة لم تكن ممكنة لولا تداعيات الأزمة السورية التي ساهمت في بروز دور المكون الكردي الذي فرض نفسه لاعباً أساسياً في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد في الوقت الذي غلب فيه على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ” داعّش ” وجبهة النصرة في مدينة سري كانييه ” رأس العين ” على الحدود مع تركيا ومعبّر اليعربية في تل كوجر على الحدود مع إقليم وكردستان العراق , ومنحت هذه الخطوة زحماً قوياً لحزب الإتحاد الديمقراطي بعد فرض سيطرته على المناطق الكردية كقوة وحيدة في هذه المناطق , وأثار ذلك جدلاً كبيراً بشأن علاقته بالنظام السوري وبالأحزاب الكردية المنضوية في إطار المجلس الوطني الكردي والتي تتخذ من عاصمة إقليم وكردستان العراق مرجعية لها.                               
ويرى حزب الإتحاد الديمقراطي أن الإعلان عن إنشاء الإدارة الذاتية جاء نتاجاً طبيعياً للوضع الذي نشأ في المناطق الكردية بعد انسحاب النظام السوري منها تحت ضغط معارك دمشق وحلب وحمص ودير الزور , واستلام حزب الإتحاد الديمقراطي هذه المناطق بشكل كامل دون معارك طاحنة كما حدث في أغلب المدن السورية , الأمر الذي أثار جدلاً في علاقته مع النظام السوري بشكلٍ أو آخر منذ سنتين تقريباً.

أما ميدانياً وبعيداً عن سياسة حزب الإتحاد الديمقراطي فأن الأمر يحتاج إلى تنظيم أكثر من ناحية الخدمات في المناطق التي فرضت إداراتها عليه, وخاصة أنها مختلطة سكانياَ , ففيها إلى جانب الأكراد , عرب وآشوريين وكلدان وأرمن وسريان وشيشان وتركمان وإيزيديين وغيرهم.
ونرى بأن مجلس شعب غربي وكردستان المكون من 82 عضواً يمثلون 35 حزباً ومنظماً وهي في أغلبها تلبي سياسة حزب الإتحاد الديمقراطي, ومن المفروض أن يعمل هذا المجلس على إدارة هذه المناطق إداريا وتنظيمياً بعد تقسيمها إلى ثلاثة ” كانتونات ” هي قامشلو وكوباني وعفرين , وهي مناطق كردية على الشريط الشمالي من سوريا تفصلها مناطق عربية تجعل من الصعب إقامة وحدة جغرافية بين هذه المناطق , إذ أن أعضاء منطقتي كوباني وعفرين لم يتمكنوا من حضور المؤتمر التأسيسي الخاص بإعلان الإدارة الذاتية في قامشلو.

وقد تزامن إعلان المجلس للإدارة الذاتية مع أحداث مهمة ، كانضمام المجلس الوطني الكردي والذي يضم 13 حزبا كرديا إلى الائتلاف الوطني السوري ، والإعلان عن حكومة الإئتلاف السوري التي يرأسها الدكتور أحمد الطعمة،  في الوقت الذي سيطرت قوات وحدات حماية الشعب الكردية على سلسلة مواقع إستراتيجية في محافظة الحسكة ولا سيما معبر اليعربية مع إقليم كردستان العراق , إضافة لمشاركة بعض الشخصيات الكردية التي تتبع المجلس الوطني الكردي والإئتلاف السوري في مؤتمر جنيف 2.
وأخيراً ومن الجانب السياسي , ترى أغلب الأحزاب الكردية في سوريا والتي هي من ضمن المجلس الوطني الكردي بأن هذه الإدارة سيكون مصيرها الزوال إن لم تقم بتطوير سياستها الفعلية من ناحية الخدمات والسياسة الإقليمية مع دول الجوار مثل إقليم وكردستان العراق وتركيا.
وبالعودة إلى الوراء , أي ما قبل الثورة السورية كان حلم الكردي في سوريا أن يرى علمه الكردي ليس فوق أي مبنى حكومي سوري وإنما على طاولته الخاصة في البيت , فالنظام السوري أشد الخناق عليهم كثيراً, إذ كان الكورد يسجنون لعشرات السنوات في أقبية الفروع الأمنية كما ذكرنا سابقاً , في الوقت الذي كانوا يدافعون فيه عن حقوقهم القومية في سوريا وهذا ما يؤكده حزب الإتحاد الديمقراطي صاحب الإدارة الذاتية الذي يقول أن حقوق الكورد لم تعد حلماً كما كانت , أنما الإدارة الذاتية هي حقيقة يجب أن يدركها الجميع  في الوقت الذي يخشى أغلب السوريين تكرار السيناريو العراقي في سوريا بالتقسيم الجغرافي , الأمر الذي يقف عائقاً أمام الإدارة الذاتية كونها كما أشرنا سابقاً لا تملك الجغرافية الموحدة للقيام بذلك.

1-kurd